أسدل الستار على فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في طبعته التاسعة، بالمسرح الجهوي محمود تريكي بقالمة، حيث عرفت الليلة الختامية جوا من الفكاهة والضحك، والتي كان بطلها الممثل لطفي بن سبع بعرض مسرحي من نوع “البونتوميم”، قبل أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية لهذه المنافسة الثقافية من طرف الممثل وعضو لجنة التحكيم عمار ثايري.
صوّتت لجنة التحكيم في هذه الطبعة التاسعة من المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف التي تشرف على تقييم وترتيب المسرحيات 6 المشاركة في المنافسة، والتي يترأسها الفنان المعروف جمال بن صابر إلى جانب الفنانة سعاد سبكي، سميرة صحراوي، والممثل عمار ثايري وجمال شادلي بالأغلبية المطلقة لصالح مسرحية “ثامن أيام الأسبوع” لجمعية المسرح الحر ميلاف 86 ميلة، وذلك على مستوى الشكل والمضمون وطريقة أداء الممثلين على الخشبة، لتنصب بذلك مسرحية “ثامن أيام الأسبوع” على عرش المتنافسين الـ 6 وتختار كأفضل عرض في المنافسة، مفتكة بذلك تأشيرة التأهل للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة.
أما المرتبة الثانية، فعادت لمسرحية “النصف الضائع” لجمعية الفنانين الأحرار عزابة سكيكدة، وافتكت الجائزة الثالثة مسرحية “الحقيبة” للتعاونية الثقافية “الفضاء الأزرق” لباتنة، فيما عادت المرتبة الرابعة لفرقة ورشة مسرح الكبار لدار الثقافة خنشلة عن مسرحية رقص الكلاب، أما المرتبة الخامسة والسادسة فعادت على التوالي لكل من مسرحية “المزبلة الفاضلة” لتعاونية مسرح التاج بوعريريج و«الزيجة” لتعاونية أنيس الثقافية بسطيف.
من جهة أخرى، فقد كان التنظيم في المستوى، وهو ما لمسناه لدى أغلب الفنانين والفنانات الذين حضروا المهرجان، حيث أفاد لـ “الشعب” عضو لجنة التحكيم عمار ثايري قائلا: “العروض جميلة ومتفاوتة في المستوى من حيث النصوص والأداء، هناك عروض حسنة وأخرى متوسطة وهناك أعمال تحتاج إلى عمل كبير، ولكن التظاهرات بقدر ما هي للتنافس، هي أيضا للاحتكاك واكتساب الخبرات والرفع من مستوى الدراما وأبو الفنون خاصة”. وأضاف بأنه على الشباب والمسرحيين العمل أكثر، كما لابد على المسؤولين الالتفاتة أكثر إلى الحركة الفنية، لأنها مصدر تربية الشعوب وتبقى دائما تؤرخ لذاكرة شعب قام بمسرحية جميلة، مؤكدا بأن المسرح ينبع من المعاناة ولا يوجد مجتمع بلا مسرح وإن شاء الله يتطور وسيعبر على أمال شعبنا”، يقول المتحدث.
كما أوضح المخرج المسرحي وعضو لجنة التحكيم بن صابر جمال الدين بأن أغلب العروض كانت شيقة وجميلة، إلا أنها يشوبها بعض النقائص، وقال: “لاحظنا أن هناك إرادة قوية من محافظ المهرجان بقالمة من أجل العمل على ترميم المسرح، وهذا شيء ايجابي لإعطاء الدافعية للعمل أكثر والاهتمام بالفن”.
وقال مدير المسرح الجهوي “علي براوي” محافظ المهرجان المحلي للمسرح المحترف بقالمة لـ “الشعب” أن المهرجان عرف تنافسا كبيرا بين الفرق المسرحية المشاركة لتفوز “ثامن أيام الأسبوع” لجمعية المسرح الحر ميلاف 86 ميلة بالجائزة الأولى، مشيرا إلى أن الطبعة الحالية مرّت على أحسن ما يرام وعلى مدار ستة أيام وهذا ما يدفع للعمل أكثر مستقبلا، وأبرز بأنهم سطروا برنامجا وطبّقوه بحذافيره على محور الدورة، بداية بجلب أعضاء الفرق والتعاونيات والاهتمام بمناقشة المواضيع التي تخصّهم.
وعن التساؤل المطروح من قبل الجمهور القالمي حول غياب مشاركة فرقة مسرحية من قالمة، يقول براوي: “لم تتقدم ولا فرقة هذا العام، كونه لم تكتمل عروضهم وأعمالهم لذلك غابت أعمال التعاونيات الثلاث الموجودة بالولاية”.
وقال رضا أبو البصير، رئيس جمعية المسرح الحر ميلاف 86 ميلة، معبرا عن فرحته بفوز جمعيتهم بالمرتبة الأولى لهذه الطبعة من المهرجان: “نحمد الله على فوزنا بالمرتبة الأولى، من خلال مشاركتنا بعمل مسرحي للكاتب العراقي علي عبد النبي زيدي وإخراج زروق نكاح، وعلى كل حال المجهود كان مبذولا من طرف الجميع، حيث أقنعنا لجنة التحكيم، كما أن المخرج قام بدور كبير، حيث كانت أول مشاركة لنا في مهرجان رسمي والمؤهل للمهرجان الوطني للمسرح ونتمنى تحقيق الأحسن.